الأحد، 22 أكتوبر 2017

سمير جعجع.. صاحب تاريخ أسود في خدمة المشروع الاميركي/ أرشيف موقع قناة المنار

سمير جعجع.. صاحب تاريخ أسود في خدمة المشروع الاميركي/

أرشيفموقع قناة المنار


مرّت قبل ايام الذكرى السنوية لتفجير كنيسة "سيدة النجاة" في منطقة ذوق مكايل حيث سقط 11 شهيدا كانوا يؤدون الصلاة في بيت من بيوت الله حيث اتهم وقتها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بارتكابها.
مرّت قبل ايام الذكرى السنوية لتفجير كنيسة "سيدة النجاة" في منطقة ذوق مكايل في قضاء المتن شمال العاصمة اللبنانية بيروت حيث سقط 11 شهيدا كانوا يؤدون الصلاة في بيت من بيوت الله ، واتُّهم وقتها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بارتكابها وألقي القبض عليه وبعد سير المحاكمة صدرت احكام قضائية من القضاء اللبناني تجرمه وتثبت ارتكابه هذه الجريمة بالاضافة الى غيرها من الجرائم.

ولكن في لبنان تبقى السياسة هي الفيصل للالتفاف على نصوص القانون واحكام القضاء، فقد راهن البعض ونجح رهانه ان السياسة ستعفي جعجع من تنفيذ الاحكام القضائية التي تدينه بارتكاب جرائم عدة منها تفجير الكنيسة المذكورة، والغريب ان جعجع الذي تحدّث في خطابه الاخير في 14 شباط في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري حاول الظهور بمظهر الحريص على المسلمين بشكل عام وخصوصا في سورية ولبنان وكذلك الحريص على عدم التفرقة بين المسلمين والمسيحيين والحديث بلغة وطنية قومية تمتد من بنغازي الى حمص مرورا ببيروت، حيث عمد الى الاكثار في توجيه التحايا الى المناطق والمدن السورية كل واحدة على حدة للتدليل على قربه ومعرفته بتفاصيل هذه المناطق لكنه نسي ان ذكرى "سيدة النجاة" ليست بعيدة.

هل سيكون جعجع هو المنظّر المرتقب للمجتمعات العربية الاسلامية والمسيحية؟
  
أليس الاجدر بمن يدعي المطالبة بحقوق قوم طالما عاداهم في المناطق والمدن السورية ان يسأل التاريخ عن ارواح زهقت من ابناء جلدته ومعموديته؟ وهل العفو الذي اقره مجلس النواب اللبناني في تموز من العام 2005 اعاد شهداء سيدة النجاة الى الحياة ام انه زاد الحرقة في قلوب احباء هؤلاء؟ هل المطالبة برحيل النظام في سورية سيعيد الحق لآل فرنجية ولتيار "المرده" عن جريمة اغتيال طوني فرنجية؟ وهل ان تكرار تأليف قصائد عن القمصان السود وعجز حكومة نجيب ميقاتي وفضائل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان سيجعل آل كرامي ومحبي الرئيس الشهيد رشيد كرامي ينسون شهيدهم الذي قتل في وضح النهار وفي وضح النهار عفا البرلمان اللبناني عن قاتله؟ قد تطول الاسئلة عن شهداء سقطوا غدرا من المونسيور ألبير خريش الى ضباط في الجيش اللبناني وصولا الى جريمة اختطاف الدبلوماسيين الايرانيين عند حاجز "البربارة" السيّء الذكر مرورا بمحاولات اغتيال عدد لا بأس به من شخصيات سياسية من دون ان نلقى جوابا لان السياسة في لبنان اعطت المجرمين حصانات.

ولكن هل يقبل ان يخرج المعفو عنه لاعطاء دروس في الوطنية والقومية والحرية والعدالة وكيفية تحرير الاوطان؟ أليس الاجدر التصرف -وكما قال الحديث النبوي الشريف- بطريقة "اذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا"، وعليه يجب على من ادانه القضاء اقله إلتزام الصمت بدل الحديث عن جرائم ترتكب هنا وهناك، وهل بتنا في زمن لم يعد يكتفي مرتكب الجرم بالتفاخر بجرمه بل اصبح يعطي دروسا في الحق والعدل والصواب؟ وكيف يمكن فهم مواقف سمير جعجع من المقاومة ومن نهج الممانعة في ضوء الاحداث التي تجري في سورية؟ وهل سيكون جعجع هو المُنَظّر المرتقب للبنان وسورية وللمجتمعات العربية الاسلامية والمسيحية باعتباره أهلاً لذلك على مختلف الصعد؟

سعد: جعجع صاحب تاريخ أسود بما ارتكبه من مجازر ضد اللبنانيين والفلسطينيين


حول كل هذه التساؤلات توجهنا بالسؤال الى رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" في لبنان اسامة سعد الذي اكد ان "سمير جعجع صاحب تاريخ أسود وهذا التاريخ يشمل ما ارتكبه من مجازر ضد اللبنانيين -مسيحيين ومسلمين- وضد الشعب الفلسطيني"، واضاف ان "تاريخ جعجع يشمل تهجير المسيحيين من الجبل وشرقي صيدا فضلا عن العمل في خدمة جيش الاحتلال الإسرائيلي"، وشدد على ان "هذا التاريخ ليس ماضيا فحسب بل هو مستمر في الحاضر بالنظر إلى كون جعجع لم يعلن أبدا التوبة ولم ينطق بكلمة إدانة لما ارتكبه من مجازر وجرائم وخيانة بحق لبنان"، مشيرا الى انه "من المعيب والمشين بحق لبنان وتضحيات شعبه أن يعود جعجع إلى الساحة السياسية وأن يلقي الدروس والمواعظ في الوطنية والسيادة والاستقلال".

ولفت سعد في حديث لموقع قناة "المنار" الالكتروني الى ان "الجرائم والمجازر التي ارتكبها جعجع لم تقتصر على المسلمين وحدهم بل هي طالت المسيحيين قبل غيرهم"، ورأى انه "لعل ما يحدد هوية جعجع هو بالدرجة الأولى عمله في خدمة الحلف الاميركي الصهيوني قبل أي انتماء طائفي أو سواه"، وتابع انه "لا يخفى ان العلاقة الوثيقة التي تجمع بين جعجع وسعد الحريري وتيار المستقبل قد ساعدته لكن بشكل محدود جدا على الإطلالة على أجواء طائفية متنوعة".

سعد: جعجع وقوى "14 آذار" انخرطوا بشكل كامل في المخطط الأميركي الصهيوني
 
وقال سعد إن "سمير جعجع ومعه سائر قوى 14 آذار قد انخرطوا بشكل كامل في المخطط الأميركي الصهيوني العربي الرجعي الموجه ضد قوى المقاومة والممانعة في البلاد العربية"، ولفت الى ان "هذا المخطط يهدف إلى بسط الهيمنة الأميركية على هذه البلاد سياسيا وعسكريا واقتصاديا والسيطرة على ثرواتها الطبيعية وبشكل خاص الثروة النفطية"، واشار الى ان "هذا المخطط يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية وفرض الاستسلام للعدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني وعلى سورية ولبنان".
 
واكد الدكتور سعد ان "سورية والمقاومة في لبنان وفلسطين قد نجحوا في التصدي للمخطط المذكور وفي إفشال العديد من حلقاته حتى اليوم"، واضاف ان "لذلك يجند الحلف الأميركي الصهيوني كل طاقاته ويستنفر أدواته من حكام الخليج ومن القوى الرجعية في لبنان وسورية من أجل تحقيق هدفين رئيسيين إسقاط النظام في سورية ونزع سلاح المقاومة في لبنان".

وانطلاقا من ذلك ومن العمل على تحقيق هذين الهدفين، اوضح سعد ان "قوى 14 آذار في لبنان التي يمثل سمير جعجع رأس حربة فيها تسير وفق التوجيهات الأميركية كما تراهن على نجاح المخطط الأميركي لتحقيق طموحها في السيطرة على السلطة في لبنان".

سعد: قطر والسعودية تتنافسان على تقديم الخدمات للمخطط الاميركي الصهيوني

ولفت سعد الى ان "قطر والسعودية تتنافسان في ما بينهما على تقديم الخدمات للمخطط الاميركي الصهيوني فالنظامان القائمان في البلدين المذكورين يعتمدان لتأمين استمرارهما على الحماية الاميركية"، وتابع "من الواضح أن هذين النظامين قد جندا كل امكانياتهما المالية والسياسية والمخابراتية والإيديولوجية إلى جانب بعض أطراف المعارضة السورية المرتبطة بالخارج وإلى جانب قوى  14 آذار في لبنان خدمة للمخطط الاميركي الصهيوني".
واضاف انه "مما لا شك فيه أن زيارة جعجع إلى قطر إنما تندرج في إطار التعاون بين طرفين ملحقين بالمخطط الأميركي الصهيوني وتهدف إلى تصعيد التآمر ضد لبنان وسورية بعد الفشل الذي مُنيا به حتى اليوم"، ورأى انه "من المرجح أن جعجع قد استغل الزيارة من أجل المطالبة بزيادة التمويل الذي يحصل عليه من أمير قطر".

وشدد سعد على ان "الانقسام السياسي في لبنان بين تيار المقاومة من جهة أولى وتيار الالتحاق بالحلف الأميركي الصهيوني من جهة ثانية هو انقسام يتجاوز حدود الطوائف والمذاهب"، لافتا الى ان "تعبير الاعتدال وتعبير التطرف هما تعبيران لا يتصفان بالوضوح السياسي"، واشار الى ان "الولايات المتحدة تستخدم المعتدلين احيانا والمتطرفين احيانا أخرى لخدمة مصالحها".

 
امام هذا الانقسام السياسي الحاد ليس فقط في لبنان بل على صعيد المنطقة ومن خلفها العالم، يصبح من السذاجة النظر الى كثرة الكلام عن الطوائف والمذاهب والاديان بحسن النية بل قد يكون سوء الظن هو الاولى، لان في مناطق كمنطقتنا وفي بلد كلبنان تختلط فيه الجغرافيا بالدين والسياسة قد يصبح الحديث عن الدين اداة للاستخدام السياسي تؤدي الى ما لا يحمد عقباه خاصة اذا ما راجعنا تاريخ المستخدمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق