مهاتما غاندي
موهنداس كرمشاند غاندي | |
---|---|
موهنداس كرمشاند غاندي في بومباي، 1944
|
|
الاسم عند الولادة | موهانداس كرمشاند غاندي |
تاريخ الولادة | 2 أكتوبر 1869 |
مكان الولادة | بوربندر، غوجارات، ![]() |
تاريخ الوفاة | 30 يناير 1948 (78 سنة) |
مكان الوفاة | نيودلهي، اتحاد الهند |
الجنسية | هندي |
العمل | محامي، سياسي |
اللقب | المهاتما |
الزوج | كاستوربا غاندي |
تعديل ![]() |
قام غاندي باستعمال العصيان المدني اللاعنفي حينما كان محامياً مغترباً في جنوب أفريقيا، في الفترة التي كان خلالها المجتمع الهندي يناضل من أجل الحقوق المدنية. بعد عودته إلى الهند في عام 1915، قام بتنظيم احتجاجات من قبل الفلاحين والمزارعين والعمال في المناطق الحضرية ضد ضرائب الأراضي المفرطة والتمييز في المعاملة. بعد توليه قيادة المؤتمر الوطني الهندي في عام 1921، قاد غاندي حملات وطنية لتخفيف حدة الفقر، وزيادة حقوق المرأة، وبناء وئام ديني ووطني، ووضع حد للنبذ، وزيادة الاعتماد على الذات اقتصادياً. قبل كل شيء، كان يهدف إلى تحقيق سواراج أو استقلال الهند من السيطرة الأجنبية. قاد غاندي أيضا أتباعه في حركة عدم التعاون التي احتجت على فرض بريطانيا ضريبة على الملح في مسيرة ملح داندي عام 1930، والتي كانت مسافتها 400 كيلومتر. تظاهر ضد بريطانيا لاحقاً للخروج من الهند. قضى غاندي عدة سنوات في السجن في كل من جنوب أفريقيا والهند.
وكممارس للأهمسا، أقسم أن يتكلم الحقيقة، ودعا إلى أن يفعل الآخرون الشيء ذاته. عاش غاندي متواضعا في مجتمع يعيش على الاكتفاء الذاتي، وارتدى الدوتي والشال الهنديين التقليديين، والذين نسجهما يدوياً بالغزل على الشاركا. كان يأكل أكلاً نباتياً بسيطاً، وقام بالصيام فترات طويلة كوسيلة لكل من التنقية الذاتية والاحتجاج الاجتماعي.
محتويات
- 1 بداية حياته
- 2 دراسته
- 3 الانتماء الفكري
- 4 كتب وشخصيات أثرت في غاندي
- 5 حياته في جنوب أفريقيا
- 6 العودة إلى الهند
- 7 صيام حتى الموت
- 8 مواقفه من الاحتلال البريطاني
- 9 مسيرة الملح
- 10 الاستقالة من حزب المؤتمر
- 11 حزنه على تقسيم الهند
- 12 اغتيالُه
- 13 الإرث الثقافي
- 14 مبادئ مهاتما غاندي
- 15 مصادر
- 16 وصلات خارجية
بداية حياته
ولد غاندي في بوربندر بولاية غوجارات الهندية من عائلة محافظة لها باع طويل في العمل السياسي، حيث شغل جده ومن بعده والده منصب رئيس وزراء إمارة بوربندر، كما كان للعائلة مشاريعها التجارية المشهورة. وقضى طفولة عادية ثم تزوج وهو في الثالثة عشرة من عمره بحسب التقاليد الهندية المحلية ورزق من زواجه هذا بأربعة أولادوفى لندن حيث درس القانون، أصبح غاندى نباتيا. كما أنه اكتشف المسيحية، وقرأ الانجيل بتمعن شديد مستلهما منه دروسا ومواعظ كثيرة في الأخلاق وفى السياسة. وعن الفترة التى أمضاها غاندى في جنوب أفريقيا، يقول حفيده راجموهان :عاش جدى في أفريقيا الجنوبية عشرين عاما ومنذ وصوله إلى هناك، وجد نفسه مجبرا على مواجهة العنصرية، وثمة حادث لا يزال ماثلا في ذاكرة الهنود. حدث ذلك في القطار يوم 21 مايو 1893 وكان غاندى في الرابعة والعشرين من عمره آنذاك. وكان من ركاب الدرجة الأولى، غير عارف بأن القوانين العنصرية تحرّم عليه ذلك وقد قام أحد الركاب البيض بالتبليغ عنه. وبالرغم من أن غاندى كان قد دفع ثمن تذكرته، وكان يرتدى بدلة ثمينة، فإنه طرد بالقوة من عربة الدرجة الأولى. والشعور بالاذلال والمهانة الذى انجرّ عن ذلك هو الذى دفعه إلى النضال من أجل حقوق الهنود الذين كانوا كثيرين في جنوب أفريقيا في ذلك الوقت. ولكن كيف يتخلص من الاحتلال؟ البعض نصحوه بضرورة اللجوء إلى الكفاح المسلح. غير أنه رفض ذلك رفضا قاطعا. ولعل قراءته لأعمال الروائى الروسى العظيم تولستوى هى التى "أنقذته من داء العنف" كما سيذكر ذلك فيما بعد. لذا دعا إلى النضال بالطرق السلمية، وأسس حزبا، وأصدر جريدة حملت اسم"رأي الهند" وشيئا فشيئا أصبح مناضلا سياسيا معروفا، ومحاميا ناجحا!". ولكن لماذا اختار غاندى النضال السلمي؟ عن هذا السؤال يجيب راجموهان غاندى قائلا: "لقد تأثر جدى كثيرا بأفكار الكاتب الأمريكى دافيد تورو، صاحب فكرة "العصيان المدني". ومثله، كان يعتقد أن المواطنين لهم الحق والواجب في عصيان القوانين اللاأخلاقية.وفى النهاية كان غاندى يرى أن النضال السلمى هو التكتيك النضالى الوحيد المحتمل ضد الامبراطورية. فقد كان يعلم أن كل حركة مسلحة في مواجهة القوة العسكرية البريطانية مآلها الفشل
دراسته
سافر غاندي إلى بريطانيا عام 1882 لدراسة القانون، وعاش في الشهور الأولى من إقامته في لندن في حال من الضياع وعدم التوازن، والرغبة في أن يكون رجلاً إنكليزياً نبيلاً. غير أنه سرعان ما أدرك أنه لا سبيل أمامه سوى العمل الجاد، خاصةً أن وضعه المالي والاجتماعي لم يكونا يسمحان له باللهو وضياع الوقت. وسرعان ما عاد غاندي إلى تدينه والتزامه وسعيه إلى الحقيقة والأخلاق. فأخذ يتعلم القانون، ويعمل على تفسير النصوص بطريقة تناسب عقلية شعبه، ويقبل ما يشبع العقل، ويوحِّد عقله مع دينه، ويطابقه بما يملي عليه ضميره.بدأت ملامح شخصية غاندي تتضح؛ وكانت نباتيته مصدراً دائماً لإحراجه، فهذه النباتية موروث ثقافي تحول عنده إلى قناعة وإيمان، فأنشأ نادياً نباتياً، رأسه الدكتور أولدفيلد محرِّر مجلة "النباتي"، وصار السيد ادوين آرنولد نائباً للرئيس، وغاندي أميناً للسر. ويبدو أن حياة غاندي في انكلترا، وتجاربه فيها، كانتا تتقيدان بوجهة نظره الاقتصادية وومفهومه للصحة.
عاد غاندي إلى الهند في تموز عام 1890، بعد حصوله على الإجازة الجامعية التي تخوله ممارسة مهنة المحاماة. إلا أنه واجه مصاعب كثيرة، بدأت بفقدانه والدته التي غيبها الموت، واكتشافه أن المحاماة ليست طريقاً مضمونةً للنجاح. وقد أعاده الإخفاق من بومباي إلى راجكوت، فعمل فيها كاتباً للعرائض، خاضعاً لصلف المسؤولين البريطانيين. ولهذا السبب لم يتردد في قبول عرض للتعاقد معه لمدة عام، قدَّمته له مؤسسة هندية في ناتال بجنوب إفريقيا. وبدأت مع سفره إلى جنوب إفريقيا مرحلة كفاحه السلمي في مواجهة تحديات التفرقة العنصرية.
الانتماء الفكري
مقالة مفصلة: لاعنف
أساليب اللاعنف
وتتخذ سياسة اللاعنف عدة أساليب لتحقيق أغراضها منها الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن وعدم الخوف من أن تقود هذه الأساليب حتى النهاية إلى الموت. واللا عنف لا تعنى السلبيه والضعف كما يتخيل البعض بل هي كل القوة إذا آمن بها من يستخدمها. من غير وحدانية. وقد قال غاندي تعيلقا علي سياسة اللاعنف :" إن اللاعنف هو أعظم قوة متوفرة للبشرية..إنها اقوى من اقوى سلاح دمار صنعته براعة الإنسان.شروط نجاح اللاعنف
يشترط غاندي لنجاح هذه السياسة تمتع الخصم ببقية من ضمير وحرية تمكنه في النهاية من فتح حوار موضوعي مع الطرف الآخر.وبعد الاعتصام قام غاندي بالاعتصام وزيادة عمل نسبة الكلكلي في الهند لان الكلكلي هو من أحد الآثار التربوية في الهند ويعتمد استيراد الهند على الكلكلي
كتب وشخصيات أثرت في غاندي
تأثر غاندي بعدد من المؤلفات كان لها دور كبير في بلورة فلسفته ومواقفه السياسية منها "نشيد الطوباوي" وهي عبارة عن ملحمة شعرية هندوسية كتبت في القرن الثالث قبل الميلاد واعتبرها غاندي بمثابة قاموسه الروحي ومرجعا أساسيا يستلهم منه أفكاره. إضافة إلى "موعظة الجبل" في الإنجيل، وكتاب "حتى الرجل الأخير" للفيلسوف الإنجليزي جون راسكن الذي مجد فيه الروح الجماعية والعمل بكافة أشكاله، وكتاب الأديب الروسي تولستوي "الخلاص في أنفسكم" الذي زاده قناعة بمحاربة المبشرين المسيحيين، وأخيرا كتاب الشاعر الأميركي هنري ديفد ثورو "العصيان المدني". ويبدو كذلك تأثر غاندي بالبراهمانية التي هي عبارة عن ممارسة يومية ودائمة تهدف إلى جعل الإنسان يتحكم بكل أهوائه وحواسه بواسطة الزهد والتنسك وعن طريق الطعام واللباس والصيام والطهارة والصلاة والخشوع والتزام الصمت يوم الاثنين من كل أسبوع. وعبر هذه الممارسة يتوصل الإنسان إلى تحرير ذاته قبل أن يستحق تحرير الآخرين.حياته في جنوب أفريقيا
سافر غاندي وعائلته إلى جنوب إفريقيا عام 1893، وسكن ولاية "ناتال" الواقعة على المحيط الهندي، مقيماً في أهم مدنها "دوربان" التي عُرفت بصناعة السكر والتبغ، ويوجد الفحم فيها في المرتفعات الداخلية. عمل غاندي في جنوب إفريقيا مدافعاً عن حقوق عمال الزراعة الهنود والبوير العاملين في مزارع قصب السكر. وكان مجتمع العمال في جنوب إفريقيا منقسماً إلى جماعات مختلفة: جماعة التجار المسلمين "العرب"، وجماعة المستخدمين الهندوس، والجماعة المسيحية، وكانت بين هذه الجماعات الثلاث بعض الصلات الاجتماعية.لم يكن غاندي يعرف معلومات كثيرة عن الاضطهاد والتمييز العنصري في جنوب إفريقيا، ولكن مع مرور الأيام على وجوده في جنوب إفريقيا؛ اطلع على العديد من الحقائق والوقائع المفزعة الخاصة بممارسة التمييز العنصري. حيث شجعت حكومة جنوب إفريقيا على الاضطهاد العرقي، وعملت على تنفيذ إجراءات جائرة لمنع هجرة المزيد من الآسيويين إليها، وإكراه السكان المقيمين منهم في جنوب إفريقيا على الرحيل عنها، من خلال فرض ضرائب باهظة عليهم، ومطاردتهم من الشرطة، إضافة إلى أعمال النهب وتدمير المحلات والممتلكات تحت سمع حكومة البيض وبصرها.
دافع غاندي عن العمال الهنود والمستضعفين من الجاليات الأخرى، واتخذ من الفقر خياراً له، وتدرب على الإسعافات الأولية ليكون قادراً على إسعاف البسطاء، وهيّأ منـزله لاجتماعات رفاقه من أبناء المهنة ومن الساسة، حتى إنه كان ينفق من مدخرات أسرته على الأغراض الإنسانية العامة. وقاده ذلك إلى التخلي عن موكليه الأغنياء، ورفضه إدخال أطفاله المدارس الأوربية استناداً إلى كونه محامياً، يترافع أمام المحاكم العليا.
كان تعاقده مع المؤسسة الهندية لمدة عام قابلة للتمديد إن رغب. وقد رغب في مغادرة جنوب إفريقيا، ولكنّ حادثة شهيرة وقعت جعلته يصمم على البقاء للدفاع عن حقوق الهنود هناك. فقد أعلنت حكومة جنوب إفريقيا نيتها إصدار تشريع يحظر حق الاقتراع العام على الهنود. وكان هؤلاء من الضعف والعجز بحيث لا يستطيعون الدفاع عن حقوقهم، كما افتقروا إلى القيادة القوية. وكان ذلك الأمر إيذاناً ببدء كفاح غاندي غير العنيف، في مواجهة السلطة البيضاء العنصرية. وقد مكنته معرفته بالقوانين من البرهنة على عدم شرعية قانون الاقتراع العام، وتمكن من أن يكسب معركته.
بدأ غاندي كفاحه السلمي بتحرير آلاف العرائض وتوجيهها إلى السلطة البيضاء في جنوب إفريقيا. وقام بتنظيم "المؤتمر الهندي" في الناتال، وأسس صحيفة (الرأي الهندي) Indian Opinion التي صدرت باللغة الإنجليزية وبثلاث لغات هندية أخرى. وعمل على إقامة مستعمرة "فينيكس" الزراعية قرب "دوربان" في العام 1904. وهي مستعمرة صغيرة أسسها مع قليل من أصدقائه الذين شاركوه أفكاره بأهمية الابتعاد عن صخب المدن وتلوثها، وعن طمع وكراهية وحقد البشر في المدن، فانسحب الهنود من المدن الرئيسية، مما أصاب الأعمال الصناعية بالشلل التدريجي.
ولقد اعتقل غاندي أكثر من مرة، ولكن في عام 1906 بعد أن أصدرت حكومة إقليم الترانسفال قانوناً جديداً سمي بالقانون الآسيوي الجديد، وهو قانون يفرض على من يريد من الهنود من الرجال والنساء والأطفال، فوق سن الثامنة، الإقامة في الترانسفال أن يعيد تسجيل نفسه من جديد، ويحصل على إقامة جديدة. ومن يخالف القانون يكن مذنباً ويتعرض للسجن أو الترحيل. ووصلت العنصرية إلى حد اقتحام قوات البوليس منازل الهنود للتفتيش. فاندلعت مظاهرات في جوهانسبورغ، وتعاطف الصينيون مع الهنود وانضموا إلى حركتهم. ولقد امتلأت السجون بالمعتقلين. فأرسل غاندي وفداً من ممثلي الهنود في جنوب إفريقيا إلى انكلترا وكان اقترح ثلاثة شروط في مجال المقاومة القانونية، واعتبر هذه المهمة تكليفاً، وهذه الشروط هي:
- يجب على من هم مستعدون للمقاومة ضد القانون، في حال تنفيذه، أن يجددوا تعهدهم بالمقاومة.
- ينبغي جمع تبرعات لتغطية نفقات سفر الوفد وإقامته في لندن.
- يجب أن يكون عدد الوفد ثابتاً
وجد غاندي وجماعته أنفسهم هدفاً لهراوات الشرطة التي عملت على تفتيت إرادة المقهورين من خلال تكسير العظام، فخرج إلى العالم بالإخلاص للحقيقة (الساتياغراها) على أنه سلاح يغير بوساطته المظالم. يتحمل الألم، ويقاوم الأعداء بلا ضغينة، ويحارب الخصوم بلا عنف. واستمر نضال غاندي على هذا النحو طوال تلك السنوات. قطع معه الألوف الشوط حتى النهاية، مضحين بالعمل والحرية، دخلوا السجون، وتعرضوا للجوع والجلد والمهانة والرصاص، حتى رأت السلطات أن تقلل من تعسفها، فعرضت على غاندي تسوية بين الجانبين وافق عليها، وغادر بعدها جنوب إفريقيا متوجهاً إلى الهند في يوليو 1914. وقد حققت حركة اللاعنف التي قادها غاندي النصر والحياة الكريمة، وضمنت كرامة الهنود في جنوب إفريقيا وحقوقهم، بعد عشرين عاماً من الكفاح.
إنجازات غاندي في جنوب أفريقيا
كانت جنوب أفريقيا مستعمرة بريطانية كالهند وبها العديد من العمال الهنود الذين قرر غاندي الدفاع عن حقوقهم أمام الشركات البريطانية التي كانوا يعملون فيها. وتعتبر الفترة التي قضاها بجنوب أفريقيا (1893 - 1915) من أهم مراحل تطوره الفكري والسياسي حيث أتاحت له فرصة لتعميق معارفه وثقافاته والاطلاع على ديانات وعقائد مختلفة، واختبر أسلوبا في العمل السياسي أثبت فعاليته ضد الاستعمار البريطاني. وأثرت فيه مشاهد التمييز العنصري التي كان يتبعها البيض ضد الأفارقة أصحاب البلاد الأصليين أو ضد الفئات الملونة الأخرى المقيمة هناك. وكان من ثمرات جهوده آنذاك:- إعادة الثقة إلى أبناء الجالية الهندية المهاجرة وتخليصهم من عقد الخوف والنقص ورفع مستواهم الأخلاقي.
- إنشاء صحيفة "الرأي الهندي" التي دعا عبرها إلى فلسفة اللاعنف.
- تأسيس حزب "المؤتمر الهندي للناتال" ليدافع عبره عن حقوق العمال الهنود.
- محاربة قانون كان يحرم الهنود من حق التصويت.
- تغيير ما كان يعرف بـ"المرسوم الآسيوي" الذي يفرض على الهنود تسجيل أنفسهم في سجلات خاصة.
- ثني الحكومة البريطانية عن عزمها تحديد الهجرة الهندية إلى جنوب أفريقيا.
- مكافحة قانون إلغاء عقود الزواج غير المسيحية.
العودة إلى الهند
عاد غاندي من جنوب أفريقيا إلى الهند عام 1915، وفي غضون سنوات قليلة من العمل الوطني أصبح الزعيم الأكثر شعبية. وركز عمله العام على النضال ضد الظلم الاجتماعي من جهة وضد الاستعمار من جهة أخرى، واهتم بشكل خاص بمشاكل العمال والفلاحين والمنبوذين .صيام حتى الموت
قرر غاندي في عام 1932 البدء بصيام حتى الموت احتجاجا على مشروع قانون يكرس التمييز في الانتخابات ضد المنبوذين الهنود، مما دفع بالزعماء السياسيين والدينيين إلى التفاوض والتوصل إلى "اتفاقية بونا" التي قضت بزيادة عدد النواب "المنبوذين" وإلغاء نظام التمييز الانتخابيمواقفه من الاحتلال البريطاني
تميزت مواقف غاندي من الاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية في عمومها بالصلابة المبدئية التي لا تلغي أحيانا المرونة التكتيكية، وتسبب تنقله بين المواقف القومية المتصلبة والتسويات المرحلية المهادنة حرجا مع خصومه ومؤيديه وصل أحيانا إلى حد التخوين والطعن في مصداقية نضاله الوطني من قبل المعارضين لأسلوبه، فعلى سبيل المثال تعاون غاندي مع بريطانيا في الحرب العالمية الأولى ضد دول الوسط، وشارك عام 1918 بناء على طلب من الحاكم البريطاني في الهند بمؤتمر دلهي الحربي، ثم انتقل للمعارضة المباشرة للسياسة البريطانية بين عامي 1918 و1922 وطالب خلال تلك الفترة بالاستقلال التام للهند. وفي عام 1922 قاد حركة عصيان مدني صعدت من الغضب الشعبي الذي وصل في بعض الأحيان إلى صدام بين الجماهير وقوات الأمن والشرطة البريطانية مما دفعه إلى إيقاف هذه الحركة، ورغم ذلك حكمت عليه السلطات البريطانية بالسجن ست سنوات ثم عادت وأفرجت عنه في عام 1924.مسيرة الملح
تحدى غاندي القوانين البريطانية التي كانت تحصر استخراج الملح بالسلطات البريطانية مما أوقع هذه السلطات في مأزق، وقاد مسيرة شعبية توجه بها إلى البحر لاستخراج الملح من هناك، وفي عام 1931 أنهى هذا العصيان بعد توصل الطرفين إلى حل وسط ووقعت معاهدة غاندي - إيروين.الاستقالة من حزب المؤتمر
قرر غاندي في عام 1934 الاستقالة من حزب المؤتمر والتفرغ للمشكلات الاقتصادية التي كان يعاني منها الريف الهندي، وفي عام 1937 شجع الحزب على المشاركة في الانتخابات معتبرا أن دستور عام 1935 يشكل ضمانة كافية وحدا أدنى من المصداقية والحياد.وفي عام 1940 عاد إلى حملات العصيان مرة أخرى فأطلق حملة جديدة احتجاجا على إعلان بريطانيا الهند دولة محاربة لجيوش المحور دون أن تنال استقلالها، واستمر هذا العصيان حتى عام 1941 كانت بريطانيا خلالها مشغولة بالحرب العالمية الثانية ويهمها استتباب أوضاع الهند حتى تكون لها عونا في المجهود الحربي. وإزاء الخطر الياباني المحدق حاولت السلطات البريطانية المصالحة مع الحركة الاستقلالية الهندية فأرسلت في عام 1942 بعثة عرفت باسم "بعثة كريبس" ولكنها فشلت في مسعاها، وعلى أثر ذلك قبل غاندي في عام 1943 ولأول مرة فكرة دخول الهند في حرب شاملة ضد دول المحور على أمل نيل استقلالها بعد ذلك، وخاطب الإنجليز بجملته الشهيرة "اتركوا الهند وأنتم أسياد"، لكن هذا الخطاب لم يعجب السلطات البريطانية فشنت حملة اعتقالات ومارست ألوانا من القمع العنيف كان غاندي نفسه من ضحاياه حيث ظل معتقلا خلف قضبان السجن ولم يفرج عنه إلا في عام 1944.
حزنه على تقسيم الهند
بانتهاء عام 1944 وبداية عام 1945 اقتربت الهند من الاستقلال وتزايدت المخاوف من الدعوات الانفصالية الهادفة إلى تقسيمها إلى دولتين بين المسلمين والهندوس، وحاول غاندي إقناع محمد علي جناح الذي كان على رأس الداعين إلى هذا الانفصال بالعدول عن توجهاته لكنه فشل.[بحاجة لمصدر]وتم ذلك بالفعل في 16 أغسطس/آب 1947، وما إن أعلن تقسيم الهند حتى سادت الاضطرابات الدينية عموم الهند وبلغت من العنف حدا تجاوز كل التوقعات فسقط في كلكتا وحدها على سبيل المثال ما يزيد عن خمسة آلاف قتيل. وقد تألم غاندي لهذه الأحداث واعتبرها كارثة وطنية، كما زاد من ألمه تصاعد حدة التوتر بين الهند وباكستان بشأن كشمير وسقوط العديد من القتلى في الاشتباكات المسلحة التي نشبت بينهما عام 1947/1948وأخذ يدعو إلى إعادة الوحدة الوطنية بين الهنود والمسلمين طالبا بشكل خاص من الأكثرية الهندوسية احترام حقوق الأقلية المسلمة.
اغتيالُه
لم ترق دعوات غاندي للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه، وبالفعل في 30 يناير 1948 أطلق أحد الهندوس المتعصبين ويدعى ناثورم جوتسى ثلاث رصاصات قاتلة سقط على أثرها المهاتما غاندي صريعا عن عمر يناهز 78 عاما.[2]الإرث الثقافي
مبادئ مهاتما غاندي
الصواب
نذر غاندي حياته لايجاد الصواب أو (صاتيا باللغة الهندية)، وتعلم من أخطائه لهذا السبب وعمل علي الوصول للصواب فاعلاً اختبارات علي نفسه من أجل ذلك. وأطلق علي سيرته الذاتية (قصة خبراته مع الحقيقة)، وأعلن غاندي أن المعركة الأهم هي هزيمة شياطينه، مخاوفه، وهواجسه. ولخص غاندي أول معتقداته في الله هو الحقيقة. وبعد ذلك تغيرت هذه العبارة وأصبحت (الحقيقة هي الله) بمعني أن الحقيقة في فلسفة غاندي هي الله.الدفاع السلبي
لم يكن مهاتما غاندي مكتشف مبدأ اللاعنف،ولكنه هو المطبق الأول له في المجال السياسي.[3] واستند كثيراً علي القدماء في تاريخ الفكر الديني الهندي من أجل تطبيق مفاهيم اللاعنف أو المقاومة السلبية(أهيمسا باللغة الهندية).وضح غاندي في سيرته الذاتية وهي قصة تجاربه مع الصواب، ومذهبه في الحياة: "عند يأسي،أتذكر أن الحق والحب هما اللاذان يربحان دائماً علي مدار التاريخ.كان المغتالين والحكام المستبدين يعتقدون أنهم لا يهزمون ولو حتي في فترة من الفترات ،ولكن دائماً في النهاية يخسرون ؛ فكر دائماً.""ماذا سيغير الدمار الجنوني من أجل الموتي،واللذين بلا مأوي، واليتامي الذين يعملون تحت اسم الحرية والديمقراطية أو بسبب الشمولية." "ستكون هناك العديد من القضايا من جراء مجازفتي بحياتي،لكن عندماأُقتل ؛فلن تكون هناك قضية واحدة." تخيل مهاتما غاندي الذي طبق هذه المبادئ ،عالماً تكون فيه الحكومات ،والشرطة،وحتي الجيش معادِ للأبعد حدود المنطق باستمرار. والتالي اقتباسات تكون من كتاب "لدعاة السلام" [4]
القوة النابعة من الحب دائمة ومؤثرة آلاف المرات من الخوف النابع من العقاب. ويكون انكار قول أن مواجهة العنف سيطبقه الأفراد وحدهم ، ولن تطبقه الأمم التي ينشأها تلك الأفراد. ان الفوضي الأكثر صفاءً هي ديمقراطية تكون مبنية علي مواجهة العنف الذي يقترب بشدة . ومجتمع ينظم ويعمل علي مواجهة العنف بالكامل هو الفوضي الأنقي. ووصلت لنتيجة أن في دولة معادية للعنف يكون ضروري حتي لسلطة الشرطة. وستُختار الشرطة من االذين يؤمنون باللاعنف ... والناس بشكل فطري ستقدم كل أنواع التعاون لهم ، وسيتغلبون بسهولة علي الفوضي التي سيتتضاءل باستمرار . وسيتوفر تطبيق المبادئ الأساسية داخل مجتمع الغالبية العظمي فيه معادية للعنف ، لأن الاضرابات والصراعات العنيفة التي بين العمل ورأس المال (والأموال) ستصبح قليلة جداً في دولة متصدية للعنف . وبالمثل(علي حد سواء)لن يكون هناك تباين بين المجتمعات .
فجيش متصدي للعنف لن يتعامل مثل الأشخاص المسلحين سواء في أوقات الحرب أو في أوقات السلام . (اذا كنت تتعرض لهجوم من خارج المجتمع اللاعنفي)، فهناك طريقتان مفتوحة لمواجهة العنف .عدم التعاون مع المهاجم ولكن الهيمنة . تفضيل الموت بدلاً من الانحناء (الخضوع).أما الطريقة الثانية ، فهي اللاعنف الذي سيقوم به الأشخاص الذين نشأوا علي طريقة نبذ العنف . الصورة الغير متوقعة والتي لا نهاية لها التي كونها النساء والرجال الذين يفضلون الموت عن الخضوع لرغبة المعتدي ، هذة الصورة ستُلين قلب معتديهم وعساكرهم . فالأمة أو المجموعة التي اختارت مبدأ اللاعنف كرأي سياسي أساسي لا يمكن ادانتها بالعبودية أو حتي القنبلة الذرية . فمستوي اللاعنف اذا جري تطبيقه في هذه الدولة سيرتفع بشكل طبيعي ، وسيُحترم بشكل عالمي .
ووفقاً لهذه الآراء ؛ قدم غاندي تلك النصائح للشعب البريطاني أثناء احتلال النازية الألمانية لجزر بريطانيا عام 1940(اللاعنف في الحرب والسلام):- [5]
" أود ترككم بسبب ، سواء أنتم أو أسلحتكم التي تمتلكونها غير كافية لانقاذ البشرية .أدعوا (هير هتلر) و(سينيور موسوليني)من أجل أخذهم ما يريدون من البلاد التي تعتبرونها وجودكم(كيانكم) . لو أراد هؤلاء النبلاء دخول منازلكم ، اتركوا منازلكم .اذا لم يعطون لكم الاذن لذهابكم بحرية ، ارفضوا تقديم التزامكم لهم ، لكن اعطوا الاذن لذبحهم لكم رجالاً ،نساءً ،وأطفالاً . "
وفي مقابلة عقب الحرب عام 1946 ، صرح بوجهة نظره الأكثر تطرفاً: " يجب علي اليهود تقديم أنفسهم لسكين الجزار . كما يجب القاء أنفسهم من أعلي الصخور الي البحار . "
النباتية
حاول غاندي عندما كان صغيراً أن يأكل اللحم ؛ والسبب في ذلك ، فضوله ، وصديقه المقرب الذي أقنعه . أصبحت النباتية في الهند واحدة من المبادئ الأساسية للمعتقدات الهندوسية ، وكانت عائلة غاندي نباتية أيضاً مثل الغالبية الكبيرة للهندوس التي في ولاية (غوجارات) التي وُلد بها . وعند ذهابه لتلقي تعليمه في لندن اقسم لوالدته (بوتليباي) ، وعمه (بغارجي سوامي) أنه سيمتنع عن تناول اللحم وشرب الكحول وفعل الفاحشة .......................
المهاتما غاندي
هو
موهانداس كارامشاند غاندي، أو المهاتما غاندي زعيم وفيلسوف هندي أمن بمبدأ
اللاعنف وعمل كثيراً من أجل منح الحرية للهنود والتعرف على مشاكل الشعب
واحتياجاته وجعلها أساساً للنضال الوطني، ولقب المهاتما يعني "صاحب النفس
العظيمة أو القديس"، وبالفعل كان غاندي شخصية عظيمة أمن بقوة الروح أكثر من
قوة الجسد والسلاح وعلى الرغم من رحيله الذي مرت عليه سنوات وسنوات إلا أن
التاريخ مازال يتذكره إلى الآن.
كانت
وسائل غاندي دائماً من أجل استعادة حقوق شعبه لا تنادي بالعنف على الإطلاق
ولكن كانت تعتمد على وسائل أخرى كثيراً ما تؤدي لنتائج أفضل ومنها
المقاطعة والاعتصام والامتناع عن الطعام والعصيان المدني وغيرها من وسائل
الضغط السلمي والتي يجب أن يكون المناضل على اقتناع كامل بها حتى لو أدى
هذا إلى موته في سبيل قضيته، ولا يعني هذا بشكل أو بأخر الخوف من المواجهة
المباشرة واستخدام العنف، لأنه أحياناً عندما تفشل أساليب الضغط السلمي
يضطر المناضل للجوء للعنف، وكان غاندي من خلال أسلوب اللاعنف الذي اتبعه
يحاول إبراز ظلم المحتل ومحاولة كسب الرأي العام في صفه، كل هذا كخطوة
مبدئية للقضاء على العدو وإبعاده تماماً.
النشأة
ولد
غاندي في الثاني من أكتوبر عام 1869م في بلدة بورباندر والتي تعني
"المدينة البيضاء" وتقع هذه المدينة في ولاية صغيرة بشمال غرب الهند، ولد
غاندي لأسرة ميسورة الحال محافظة، وعلى مستوى عالي من الثقافة، وكانت أسرته
تؤمن بفكرة عدم العنف بأي شكل من الأشكال، وكانت هذه الفكرة دائماً هي أحد
مبادئها الدينية الأساسية والتي صار عليها غاندي بعد ذلك.
ينتمي
آل غاندي إلى طبقة ألبانيا وهي إحدى الطبقات الاجتماعية في الهند، وكان
جده يشغل منصب رئيس الوزراء في بورباندر، وعمل والده عضو في محكمة راجستايك
ثم رئيساً للوزراء في راجكوت، فكان لأسرته خبرة وباع في مجال العمل
السياسي.
تلقى
غاندي تعليمه الابتدائي في مدرسة بورباندر الابتدائية، ثم انتقل منها إلى
مدرسة راجكوت حتى سن العاشرة ومنها انتقل إلى مدرسة كاتيافار، وظل فيها حتى
بلغ السابعة عشر من عمره وخرج منها ليلتحق بجامعة أحمد آباد.
تزوج غاندي وهو في الثالثة عشر من عمره وذلك تبعاً للتقاليد الهندية وأسفر زواجه عن إنجاب أربعة أبناء.
سافر
في عام 1888م متوجهاً إلى لندن لكي يدرس الحقوق، وبعد أن أتم دراسته عاد
مرة أخرى إلى الهند وذلك في عام 1891 ليبدأ في ممارسة عمله بالمحاماة في
محكمة بومباي العليا ولكنه لم يستمر في هذه المهنة كثيراً.
أفكار غاندي
وانقسمت
مرحلة كفاحه إلى قسمين القسم الأول منها كان في "جنوب أفريقيا" الفترة ما
بين 1893 – 1914 حيث انتقل غاندي للعمل في جنوب أفريقيا في مكتب للمحاماة
في ناتال فسافر إلى هناك عام 1893م، وظل هناك طيلة 21 عام، كانت جنوب
أفريقيا في هذا الوقت مستعمرة بريطانيا مثل الهند وكان بها العديد من
العمال اللذين يعملون بها، اكتسب غاندي في خلال الفترة التي قضاها هناك
العديد من الخبرات كما مارس نضاله هناك أيضاً فكان يرى التمييز العنصري
الذي يتبعه البريطانيين ضد الأفارقة والهنود اللذين يعملون هناك، فقام
بالدفاع عن الجالية الهندية، كما عمل على إنشاء صحيفة "الرأي الهندي" والتي
دعا من خلالها من أجل سياسة المقاومة السلمية، وعمل على تأسيس حزب
"المؤتمر الهندي لنتال" والذي جعله مركز للدفاع عن حقوق الهنود في جنوب
إفريقيا، كما نادى بأحقية الهنود بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، وعمل
على تغيير "المرسوم الأسيوي" والذي كان ينص على أن الهنود يجب أن يقوموا
بتسجيل أنفسهم في سجلات خاصة، وغيرها من الأمور الأخرى التي تهدف لصالح
المواطن الهندي.
في الهند
أما
المرحلة الثانية فكانت في "الهند " في الفترة 1914 – 1922، وفيها ركز
اهتمامه على النضال من أجل العمال والفلاحين كانت الفكرة الرئيسية التي
تسيطر على عقلية غاندي هي فكرة عدم العنف وكان يرى أن السبب الرئيسي في قوة
البريطانيين في المنطقة هو اعتمادهم بشكل أساسي على تعاون جميع طبقات
الشعب معهم، فإذا تم سحب هذا التعاون فلن تستطيع الحكومة البريطانية الصمود
كثيراً في الهند، ولكن كان يلزم لتحقيق هذا الهدف التكاتف من جميع الطبقات
وتفهمهم لذلك، وفي أثناء هذا كان يوجد موقف إسلامي معارض بشدة للحكومة
البريطانية والتي كانت تسعى من أجل تقسيم تركيا بين الحلفاء الغربيين
وتفكيك الخلافة الإسلامية وهو الأمر الذي أستغله غاندي حيث قام بالانضمام
والتحالف مع الزعماء المطالبين بالمحافظة على الخلافة وتكون من وراء هذا
التحالف حركة شعبية قوية مناهضة للاحتلال البريطاني وكان ذلك في الفترة ما
بين 1920 – 1924م .
الحركة الوطنية
يعتبر
غاندي هو من بعث الحياة في حركة المقاومة الوطنية مرة أخرى بما كان له من
دور فعال في جمع شتات الهنود ودفعهم من أجل هدف واحد، فقام بشحذ هممهم من
أجل هدف قوي وهو تحرير وطنهم وإيجاد حل لمشاكلهم ومعاناتهم، فذابوا جميعاً
في بوتقة واحدة على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم وكان هذا في حد ذاته أول طريق
النجاح في مشوار غاندي أنه حقق الوحدة بين الهنود على الرغم من الاختلافات
بينهم.
ولقد
بدأت هذه الحركة التي تزعمها غاندي في الانتشار في أنحاء الهند وانتقلت
إلى مرحلة جديدة من العمل السياسي الجماهيري وذلك نظراً لانتشار المبادئ
التي تدعو إلى الحرية في العالم بأسره، وأيضاً نظراً للفقر والمعاناة التي
عايشها الهنود من العمال والفلاحين فبدأت عملية تأسيس لنقابات العمال وعمل
غاندي على الاهتمام بالفلاحين فسعى جاهداً من أجل محاولة تخفيض الضرائب
التي تثقل كاهلهم.
كفاحه من أجل شعبه
عمل
غاندي كثيراً من اجل تحقيق العدل والحرية لأبناء شعبه فعمل على إيجاد صلة
بين كل من الحركة الوطنية والشعب، كما قام بإدخال المطالب الاقتصادية في
البرامج الوطنية، ودعا إلى تعميم صناعة الغزل، ومقاطعة البضائع الإنجليزية،
كما قام بإعلان العصيان المدني لإلغاء احتكار الملح، وغيرها من الأمور
والتي قام فيها بالاهتمام بمصلحة الهنود ومحاولاً تلبية احتياجاتهم .
ومن
المواقف الهامة التي اتخذها غاندي نذكر قيامه باتخاذ قرار بصيام حتى الموت
في عام 1932 وذلك كنوع من الاحتجاج على مشروع يقوم بالتمييز في الانتخابات
ضد المنبوذين من الهنود، وهو الأمر الذي دعا الزعماء السياسيين والدينين
للتدخل من أجل إلغاء نظام التميز الانتخابي وعرفت "باتفاقية بونا".
ومن
مواقفه نذكر أيضاً تحديه للقوانين البريطانية التي كانت تقوم باحتكار
الملح وحصر استخراجه على السلطات البريطانية فقط، ولم يكتفي بالاعتراض
والتحدي بل قام بقيادة مسيرة شعبية لاستخراج الملح من البحر، وبالفعل تم
التوصل في النهاية إلى اتفاق عرف "بمعاهدة دلهي" وذلك في عام 1931م.
مرحلة الاستقلال
قام
غاندي بقيادة حملة عصيان جديدة في عام 1940 وذلك كنوع من الاحتجاج على
إعلان بريطانيا للهند كدولة محاربة لدول المحور دون حصول الهند على
استقلالها ونظراً لانشغال بريطانيا بالحرب العالمية الثانية فقد كانت مهتمة
باستتباب الأمن في الهند من أجل التفرغ لحروبها، وقد وافق غاندي بريطانيا
في النهاية على مشاركة الهند في الحرب أملاً في نيلها لاستقلالها في
النهاية، وبالفعل دخلت الهند إلى الحرب ضد دول المحور في عام 1943، ومارست
بريطانيا بعد ذلك حملات شديدة من القمع والقهر ضد الشعب الهندي وعلى رأسهم
غاندي الذي تم سجنه لفترة، وعندما لاحت في الأفق بوادر الاستقلال بدأت
محاولات من أجل تقسيم الهند ما بين هندوس ومسلمينوقد سعى غاندي من أجل الحيلولة دون حدوث هذا الانفصال ولكن باءت محاولاته بالفشلوتم
الانفصال والذي نتج عنه تدهور حاد وأحداث عنف في أنحاء البلاد مما أحزن
غاندي كثيراً ودعا من أجل الوحدة الوطنية، وأهمية احترام حقوق الأقلية
المسلمة.
تحقق الاستقلال للهند أخيرا في عام 1947، بعد مقاومة شعبية ونضال قاده غاندي بقوة مع غيره من الهنود.
مؤلفاتله وعنه
كما
صدرت العديد من المؤلفات التي تتناول السيرة الذاتية لغاندي وقصة كفاحه
والإمبراطورية التي كونها من هذه الكتب نذكر كناب "موهنداس" لراجموهان
غاندي، وكتاب أخر لمحمود عباس العقاد تناول فيه الأسطورة غاندي بعنوان "روح
عظيم – المهاتما غاندي".
شخصيات وكتب أثرت في حياته
من
الشخصيات التي كان لها تأثير كبير في حياة غاندي وأفكاره الزعيم "جوخال"
وهو أحد الرجال البارزين بالهند واللذين سعوا من أجل الإصلاحات التعليمية،
ويوجد أيضاً "دادا بهاي" والذي يعد مؤسس الحركة القومية في الهند وكان أحد
العناصر المهمة التي تعلم منها غاندي مبدأي اللا عنف والسلبية البطولية.
وكان
لعدد من المؤلفات بالغ الأثر في فلسفة وتفكير غاندي منها "نشيد الطوباوي"
وهي عبارة عن ملحمة شعرية هندوسية كتبت في القرن الثالث قبل الميلاد،
و"موعظة الجبل " في الإنجيل، وكتاب "حتى الرجل الأخير" للفيلسوف الإنجليزي
جون راسكين، وكتاب " الخلاص في أنفسكم " للأديب الروسي تولستوي، وكتاب
"العصيان المدني" للشاعر الأمريكي هنري ديفيد تورو.
الوفاة
كانت
لغاندي دائماً آرائه وأفكاره والتي تهدف جميعها لأهمية حرية الشعوب وأحقية
الإنسان في العيش في سلام، وكانت لغاندي ليست فقط آراء في القضية الهندية
ولكن في غيرها من القضايا مثل قضية الشرق الأوسط والتي قال فيها "أنا لا
أستسيغ المطالبة بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ففلسطين ملك للعرب
تماماً كما أن إنجلترا ملك للإنجليز وفرنسا للفرنسيين، إن فلسطين التي جاء
ذكرها في التوراة ليست في الأرض الجغرافية ، بل هي في قلوبهم وليس هناك ما
يمكن أن يقال ضد مقاومة العرب في مواجهة عقبات لا قبل لهم بها".
في
أواخر حياته كرس غاندي جزء كبير من أفكاره من أجل الدفاع عن حقوق الأقلية
المسلمة وحزن كثيراً من أجل انفصال باكستان وأعمال العنف التي شهدتها كشمير
وقام بدعوة الهندوس من أجل احترام حقوق المسلمين مما أثار بعض المتعصبين
ضده واعتبروه خائن فقاموا باغتياله بإطلاق الرصاص عليه في 30 يناير 1948م،
فتوفى عن عمر يناهز79 عاماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق